غزة – PGFTU :
شارك المئات من الفلسطينيين، في قطاع غزة، اليوم الأحد، في مظاهرة، تطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وإعمار ما دمرته الحرب الأخيرة.
ورفع المشاركون في المظاهرة التي دعت لها، لجنة القوى الوطنية والإسلامية (فصائل فلسطينية)، لافتات كتب على بعضها:” أغيثونا من أجل بيوتنا المدمرة”، و” ارفعوا المعاناة عن مشردينا”, و “نعم للوحدة لا للانقسام”.
وقال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في كلمة له خلال المظاهرة التي نظمت، في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة:” ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من استمرار في الحصار، وإغلاق المعابر، جريمة حرب ضد الإنسانية وضد القوانين الدولية، وذلك لن يلزمنا باتفاقيات الهدنة معه”.
ودعا رضوان “المجتمع الدولي”، “إلى فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي ووضعه على لائحة مجرمي الحرب والإرهاب لما ارتكبه من جرائم ضد الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني”.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتوجه إلى “محكمة الجنايات الدولية لرفع دعوة ضد الاحتلال الإسرائيلي على ارتكبه من مجازر حرب”.
كما دعا الحكومة الفلسطينية، للقيام بواجبها ومهماتها تجاه إعادة اعمار غزة، وفتح المعابر وكسر الحصار، كما قال.
وناشد مصر، بضرورة “فتح معبر رفح البري، والضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات وقف إطلاق النار”.
من جانبه دعا صالح ناصر، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في كلمة له خلال المظاهرة، إلى “إفساح المجال أمام المبادرات الوطنية الهادفة إلى إسقاط الانقسام، وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان”.
كما ناشد حكومة التوافق الوطني بتولي “مسؤولياتها في قطاع غزة، وإعادة تنظيم آليات المعابر ما فيها معبر رفح، وحل قضايا الموظفين”.
ودعا ناصر إلى تشكيل هيئة وطنية عليا تتولى الإشراف على إعادة الإعمار وتبقيه تحت المظلة الوطنية بعيدا عن أي تداعيات أو تجاذبات ثنائية، كما قال.
وفي السياق نفسه، طالب خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، في كلمة له باسم “أهالي الشهداء”، الأمة العربية والإسلامية بالعمل السريع على “رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة”.
وقال البطش:”نحن في مرحلة مهمة، نحتاج إلى كل أيادي الأمة والأيادي الشريفة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.
من جانبه، وجّه جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال المظاهرة، قال فيها:” نؤكد موقفنا الرافض لآليات إعادة الإعمار وفق خطة روبرت سري، التي جاءت لتزيد من معاناة شعبنا الفلسطيني.
وقال مزهر مخاطبا “مون”:”مكانتكم تفرض عليكم توفير كل الإمكانيات وسبل الراحة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأكد “أن استمرار العمل بالخطة سيؤدي إلى تعطيل إعادة الاعمار بصورة كبيرة.
وكان سيري منسق الأمم المتحدة الخاص في الشرق الأوسط، قد أعلن في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، أن منظمته توسطت في اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، يشتمل آلية لمراقبة ضمان عدم استخدام مواد البناء التي سيتم توريدها إلى القطاع لأغراض أخرى بخلاف عملية الإعمار( في إشارة لاستخدامه من قبل فصائل فلسطينية في تشييد الأنفاق).
وبناء على هذا الاتفاق، بدأت إسرائيل في الرابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، بالسماح بإدخال مواد بناء إلى قطاع غزة، واستأنفت توريدها على فترات متباعدة خلال الأسابيع الماضية.
ويقول مسؤولون في غزة إن الآلية الأممية “تبطئ من عملية الإعمار”.
وشنت إسرائيل في السابع من يوليو / تموز الماضي، حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية،أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
وبدأت الأيام الأولى لحصار غزة، عندّما فرضته إسرائيل على القطاع إثر نجاح حركة “حماس” التي تعتبرها “منظمة إرهابية” في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006.
ثم عززت إسرائيل الحصار، وشدّدته في منتصف حزيران/ يونيو 2007 إثر سيطرة الحركة على القطاع، واستمرت في هذا الحصار رغم إعلان “حماس” التخلي عن حكم غزة مع تشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.
وفي الأعوام الثمانية الماضية نال الحصار، من كافة تفاصيل وشؤون الحياة في القطاع وجعلت من غزة وفق وصف المؤسسات الأممية “مدينة لا تصلح للحياة” تدخل عامها التاسع مع الحصار.