عمالة الأطفال
تعريف: تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي، ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطيرًا، أو يمثل إعاقة لتعليم الطفل؛ أو أن يكون ضاراً بصحة الطفل، أو بنموه البدني، أو العقلي أو الروحي، أو المعنوي، أو الاجتماعي.
وثيقة حقوق الطفل –المادة 32-1
1- مفهوم عمالة الأطفال:
يتعرض عدد لا يحصى من الأطفال في مختلف أنحاء العالم يوميًا إلى مخاطر تعيق نموهم وتقف عائقًا أمام تنمية قدراتهم؛ ومن بين هذه المعيقات تشغيل الأطفال في أعمال شاقة لا تناسب قدراتهم الجسدية، تحت ظروف صعبة؛ ما يؤثر سلبًا على مستقبلهم.
ويشير مفهوم “عمالة الأطفال” إلى كل عمل يضر بصحة الطفل أو بنموه أو رفاهيته؛ إذا لم يكن هذا العمل من الأعمال النافعة التي تتناسب مع عمر الطفل، ويساعد على تطوره الجسمي والعقلي والروحي والأخلاقي والاجتماعي، دون أن يؤثر على دراسته أو راحته أو متعته؛ وهنا يجب التمييز بين العمل النافع والعمل الضار.
إن حجم تأثير العمل على نمو الطفل هو المعيار الرئيسي لتحديد متى يصبح العمل مشكلة؛ فقد تنطوي الأعمال غير المناسبة إلى إلحاق الضرر بنمو الطفل جسديًا أو معرفيًا أو عاطفيًا أو اجتماعيًا أخلاقيًا. وقد اعتبرت منظمة الأمم المتحدة عمل الأطفال استغلاليًا، إذا اشتمل على: أيام عمل كاملة، ساعات عمل طويلة، أعمال مجهدة، العمل والمعيشة في الشوارع في ظروف صعبـة، أجر غير كاف، مسؤوليات تفوق الحد الطبيعي، عمل يؤثر على التعليم، عمل يحط من كرامة الأطفال مثل الاسترقاق، الأعمال التي تحول دون تطور الأطفال الاجتماعي والنفسي.
وفى محاولة لتعريف عمالة الأطفال، يشار عادة إلى مفهومين: أحدهما سلبي، والآخر إيجابي، وهما:
أ – المفهوم السلبي لعمالة الأطفال:
يقصد بهذا المفهوم: ذلك العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل؛ أي العمل الذي يهدد سلامة الطفل وصحته ورفاهيته؛ بحيث يكون أساس العمل هو الاستفادة من ضعف الطفل، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه، والاعتماد عليه كعمالة رخيصة بديلة عن عمالة الكبار، أو بعبارة أخرى: “العمل الذي يحول دون تعليم الطفل وتدريبه”.
ب – المفهوم الإيجابي لعمالة الأطفال: ويتضمن هذا التعريف كافة الأعمال التطوعية أو المأجورة التي يقوم بها الطفل، والتي تناسب عمره وقدراته، والتي يكون لها آثار إيجابية تنعكس على نموه العقلي والجسمي والذهني؛ إذ يتعلم الطفل من خلال العمل المسؤولية والتعاون والتسامح.
2- واقع عمالة الأطفال في فلسطين